معنى أن تغادر

“يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني ** أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكَ”..

 

في زمن ماضي كانت تجمعنا ليالٍ طويلة، يضاحك ويسلّي وربما يواسي بعضنا الآخر، ثمّ تنقضي اللحظات فنفترق على وعدٍ أن نلتقي من جديد، وتمر الأيام كالنسمة سريعة..

 

ولكن،،،

أن تستيقظ على خبر وفاة من كنت تنتظر لقاءه القادم، تلك فاجعة لا تنسى..

أن يأتي الخبر دون تمهيد وأن يحلّ الرحيل دون قبلة وداعٍ أخيرة، ذلك أسى قاصم للظهر ..

ذلك الرحيل إنما هو رحيل على الورق وخلود بالذاكرة..

الموت حتميّ على كل مخلوقٍ حيّ، ولا أظن إنسانًا عاقلًا يجحد تلك الحقيقة، ولكن يا ترى ما انعكاس وعينا بتلك الحقيقة على مقدار ما نشعر به وقت الصدمة وما يتبعها من أسى يمزق القلب؟

هل الوعي يجعلنا أكثر قدرة على توجيه استجابتنا تجاه حقيقة الموت؟

هل الوعي يجعلنا أكثر قدرة على كتم وإخفاء لواعج صدورنا وأنين قلوبنا؟

ورغم أن الموت رحيل بلا أمل اللقاء في طريق عابر أو صدفة جامعة، إلا أن التساؤل المعتاد يبقى ملحًّا دونما أمل أو جواب:

ماذا لو كان الفقيد على قيد الحياة؟!

هل سأغتنم كل فرصة لأكون فيها بقربه ، هل سأهتم به أكثر مما كنت أفعل، هل كنت سأغدق عليه بالحب الذي يستحقه؟!

 

تلك حالٌ وذاك رحيل،،،

وماذا يعني أن ترحل في عالم الأحياء، وهل رحيل الأحياء كالأموات في شعوره؟

أن تغادر فتفقد روابط الصلة بمن تحب دون سابق إنذار أو لقاءِ موادعة، أن يذهب كل منكما في طريق مخلفًا وراءه ذكريات خالدة، ذكريات حيّة في القلب والذاكرة، ولكنها متبوعة بسؤال دائم، ما الذي حصل حتى نبتعد ونفترق بتلك الصورة؟

أن يعيش الإنسان في دوامة متواصلة من التساؤلات والبحث عن أسباب غير معلومة وغير واضحة المعالم، هو كحال من اشتدّ ظمأه وفقد عقله ملاحقًا السراب..

توقف فحسب، تجاوز الأسباب واسْعَ باحثًا عن الحقيقة التي تروي بها عطشك ،، “وخيرهما الذي يبدأ بالسلام” .. 

 

ختامًا…

تذكر دومًا أن الرحيل نوعان: رحيل من وُسِّدَ التراب ورحيل من يمشي فوقه..

وما العمر إلا لحظات والكل مغادر..

 

 

4 أفكار على ”معنى أن تغادر

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s