رِثَاءٌ وفَقْد

  • حدثني ما الذي يزعجك؟

الفقد هو ما يزعجني ويؤرقني، فقد الصديق وفقد الحبيب في آن واحد؛ لم أكن أتصور أنه سيكون بتلك الصعوبة وذاك الأثر، الفقد يفقدك لذة الحياة، يسرق النوم الهانئ من عينيك، يشتت تركيزك، يلخبط ذاكرتك، يصيبك بحب العزلة، يسبل على وجهك صبغة من الأسى، جسمك لا يحتمل أي ثقل مضاف، روحك باهته لا شيء يلقي عليها نظارة أو يضفي عليها لمعانًا .. 

ذاك هو الفقد الذي يزعجني ..

  • حدثني أكثر كيف حصل ذلك الفقد؟

في أحد الليالي وبينما كنت هادئ البال مطمئن الجنان، إذا بي ألمح إشعارات جديدة على شاشة هاتفي لم أعتد أن أراها إلا في النادر، فشدني الفضول لأفتحها وأنظر في أمرها، وإذا بالصاعقة تنهال على قلبي وتهد روحي، كانت الفاجعة التي لم أتخيلها يومًا ما ولم أحسب لها حسابًا! إنه نبأ فراق أعز صديق وأقرب حبيب، نبأ غير مؤكد، نبأ كذبته في بداية الأمر واعتقدت أنه شيء مما يقال عنه مزحه أو مقلب، ولكن الساعات التالية أكدت صدق النبأ، فأي عزاء يعزّي القلب في ذلك الفقد العزيز؟

ومرت الأيام …

  • ثمّ ماذا؟

في القلب وجع يفوق البكاء وفي الصدر حزن مكبوت يأبى التحرر والانفراج، كنت آمل أن الأيام ستخفف منه ولكن هيهات أن ينسى القلب أنيسه الذي لم يكن له شبيه..

  • مضت الأيام، ما الذي تشعر به؟

ما الذي أشعر به! يا ليتني أشعر لأقيّم حالي وأعرف مقامي.. ما عاد من شعور يخالطني أو يلامس قلبي، أشعر وكأنني تائه وسط الصحراء رغم تعبه يركض، بلا وجهة، بلا أمل.. وفي خافية قلبه ينتظر اللحظة التي يسقط فيها على وجهه مغشيًا عليه ليغادر هذه الحياة بلا حسافة ولا ندم، ينتظر اللحظة التي تنتهي فيها المعاناة وينتهي فيها الأسى.

  • ما الذي يبقيك على قيد الحياة؟

لا شيء سوى لطف الله، لا زلت ألتمس شعورًا في القلب وكأنني كالطفل الرضيع؛ لا شيء بيده ولا حيلة يعرفها يواجه بها الحياة سوى إيمانًا منه بلطف الله الذي يحوطه من كل جانب، ولعلّها بفضل الله يوما ما تنفرج وتعود للحياة لذة العيش ونسمة الحب فتنبسط القلوب بعد انقباض وتنشرح الصدور بعد انكماش.

والله وحده اللطيف الكريم ..

8 أفكار على ”رِثَاءٌ وفَقْد

  1. رحم الله صديقك وجعل مثواه في أعلا مراتب الجنان ، كلماتك و إحساسك أخترقت قلوبنا بعفويتها و بألمها ..
    أتمنى من الله أن يجبر خاطرك و يصبر قلبك على فراقه يا صديقي ..
    لا أعلم صديقي حمزه إن كانت كلماتي التي سأخبرك بها ستخفف من ذاك الألم ولو قليلاً
    أعرف أحساسك جيداً و أعلم أن غيابه سيكون صعباً عليك ، لكن تخيل أنه لم يمت وانه على قيد الحياه و إن كنت لا تسمع صوته ، أكتب له رساله كل يوم كل ما احتجت ان تبوح له بشيء في خلدك ، فأنا أفعل ذلك أحياناً ..
    حقاً يشعرني أني بخير رغم غياب وجوده .. ولسبب ما أشعر بوجوده ، أشعر بأنه معي و يسمعني .. وهذا بحد ذاته شعور جميل ..
    لا أعرف أن كان هذا سيجدي معك و مع شخصيتك ، لكن أن كان ذلك سيكون صعباً عليك ، فأكثر شي يسعد الموتى هو الدعاء و الصدقه بأسمهم ..
    رحم الله جميع أموات المسلمين ..
    في امان الله و حفظه ..

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s