في غمار حياتك امتنع قدر استطاعتك عن التشكّي والتبرّم، فالكثير مما تعانيه هو في الحقيقة نعمة يتمناها البعض وهناك من يحسدك عليها، فلا تجعل من قصر نظرك ورداءة تفكيرك سببًا في تعاستك وأنت محاط بالنعمة في غالب أحوالك.

وإن أبيت إلا التبرّم، فتحدّث إلى من يحبّك ويصغي إليك ليقاسمك أوجاعك ويخفف عنك أثقالك، وتذكّر ألا تسرف في البوح والشكوى؛ فالجميع لديه كفايته، وإياك من كلّ حاسد يتشفّى بسماع توجّعك وأنينك!

لا تبقَ مكتوف اليدين؛ احلمْ، اطمحْ، خططْ، اعملْ وزِدْ في البذلِ قدر استطاعتك ليكون غدك أفضل من يومك، وإياك أن ينسيك مستقبلك الغائب لذة وقتك الحاضر، وتذكر دائما أن الله جل وعلا عادلٌ ومتفضّل، وما أجمل أن نكون ممن عُرف بالحمد والشكر ثم الرضا والطمأنينة!

وفي كل حين تذكر ألّا تزدري نِعم الله عليك ولا تحسد غيرك، فلا أنت تعلم من المسرور ولا الغيب سيكشف لك عن المستور.