ابدأ وروحك بالله مُتَعلّقة، وثقتك به ليس لها مثيل، فلا عوْنَ إلّا عونَه ولا ناصِر سِواه، وإياكَ إياك ومخالطة ذَوِي النفوس الواهنة، فإن لمصاحبتهم أثراً لا يُحصِيه إلّا من أدركه.
تخيّر من رفاقِكَ من يكون عوناً لك في دينك قبل دُنياك ومن تَعرِفه كريمَ نفسٍ مِعطَاء، تخيّر من رفاقك من إذا أتَيْتَه والأبواب في عينيكَ مؤصدة أضاء لك الطريق وتسلّمتَ منه المفاتيح، وإذا استلزم الأمر أعانك على كسر الأقفال.
خالِط وانْظُر لمن سَبقك ومشى بِدربٍ كَدربِك فإنه قد عَلِم بالتجربَة الكثير، فاكتَسِبْ مِنْهُ ما عَلِمَ، لتكون على دِرَايةٍ بما قد تواجه في مسيرك، فبذلك تزدد قوةً وجرأةً على تخطي الصعابِ والأزماتِ.
لتعلم أن الدروب التي نسير عليها ليست جميعها عامرةً بالورود والأزهار، بل فيها الكثير حُفّ بالمخاطر، لذا عليك أن تعُدَّ العُدّة وتحسِب لكل خطوة تخطوها حِسَابها، فالعَثرة معدودة ولو كانت بسيطة، إلا أنه لابد منها فلا تقلق ولا تيأس.
لن يدعك القدر يا صاحبي بمأمنٍ دائماً، فهنالك ممرات ودهاليز مليئةٌ بالتحدّيات، وستعتقد أن العبور من خلالها أشبه بالمستحيل ولكن سرعان ما تقترب منها فلا تجدها غيرَ سراب ظنَنْتَهُ ماء!
وجامعة الخير، لِتَكن الأناةُ من خُلُقِك، فلا تستعجل الحُكْم والقَرار، ولتكن من عادتك الاستخارة وطلبُ الاستشارة، فقديماً قالوا: “ما ضلّ من استشار وما خاب من استخار”.