كيف تجد شريك حياتك المناسب؟

*إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والهوى والشيطان وعلى الله أتوكل وبه أستعين.

 

       بدايةً لابُدّ وأن نؤمن بأن الزواج رزق ييسره الله بحكمته وتقديره وأن الدعاء هو أول الأبواب التي نطرقها لنظفر بالشريك الأنسب والأفضل..  وبعد ذلك علينا أن ننتقل إلى الأسباب التي جعلها الله بأيدينا فالإنسان مخيّر فيما يعلم ومسيّر فيما يجهل..

ومن أهم ما يبدأ به من الأسباب أن يستكشف كل شخصٍ ذاته ليعرفها حق المعرفة، ثم يحدد بواعثه وأهدافه في الزواج، ومن أي منطلق سيختار شريك حياته، وهل هو في ذلك ذاتي الاختيار أم أنه سينقاد ويتأثر برغبات والديه ومن حوله، إضافة إلى ذلك لابد وأن يستخدم مسطرة عادلة في التقييم لا يقيس بها الطرف الآخر فحسب بل يقيس بها ذاته أيضًا.

 

فيما يخص الحب قبل الزواج:

الحب عظيم الشأن وله أهمية لا يحط من قدرها عاقل، إلا أنه لا يصح أن يكون الأساس في بناء البيت وإقامة أركانه، بل هو ذلك الجزء الذي يكتمل به جمال البناء، وتختفي بسببه تلك الشقوق الصغيرة وتلك الاختلافات التي لا فكاك منها بين الطرفين.

إن الحب والانجذاب الروحي مهم قبل الزواج ولكن الأهم من ذلك هو التفاهم والرغبة الصادقة في بناء أسرة مستقرة وسعيدة..  فـ إياك أن تبني بيتًا أساسه الحب فتقعد ملومًا محسورًا..

How Do You Know If They’re The One? 

 

فيما يخص صفات الشريك:

قيل: “إذا أردت الزواج من فاطمة،، فكن أنت علي“.

إن طلبتَ البعيد من الخصال الذي تعجز عنه أنت أساسًا، فلا أنت سترتاح ولا هي ستشعر بالأمان معك..
لذلك تحتاج أولًا أن تعرف ذاتك وما تقدر عليه ثم تحدد بواعثها وما الذي يؤثر فيها، ليسهل عليك تحديد الصفات الأساسية التي تناسبك لتبحث عنها .. ومن بالغ الأهمية أن تكون منصفًا وألّا تطلب المستحيل فتطلب الكمال في كل الصفات.
لذلك من الأفضل لك أن تركّز فتبحث عمّن يغلب عندها الكمال في تلك الصفات الأساسية التي اخترتها وتهمّك بالمقام الأول.

"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً أحب منها آخر"

 

فيما يخص التعرف على الشريك:

هنا نحن أمام تحدّي قائم..

أن يتعرف الطرفان على بعضهما البعض، وأن ينظرا ويتفقا في الأمور الأساسية التي ستكون الأساس في بناء بيتهما،  أمر شديد الأهمية يلزم عدم التفريط فيه.

ورغم أن التعرف على الشريك ليس بالسهل خصوصًا عند بعض المجتمعات التي لا تسمح بتواصل أو التقاء الطرفين قبل عقد القِران؛ إلا أن التعرف على الشريك يبقى ممكن في جميع الظروف، ووسائل التثقيف والمعرفة المقروءة والمسموعة والمشاهدة والتي تبيّن آلية التعرف على الطرف الآخر متوفرة وسهلة الوصول، ولا تحتاج إلا لمن يمدّ قدمه خطوة للأمام فــ يصل إليها وينهل من وافر حكمتها.
وفي ظني أن التعارف كلما اقترب إلى طبيعة الواقع المنتظر كان أجدى، فاللقاء إن أمكن في ضوابطه الشرعية خيرٌ من الاتصال، والتواصل الكتابي أضعف الإيمان.

إن فترة التعارف الكافية تختلف من شخص لآخر، والهدف منها أن نشعر بالاطمئنان الغالب بأن الطرف الآخر هو الشريك الذي نحن على استعداد بأن نقضي معه بقية عمرناوقصر وقت فترة التعارف أو امتداده يعود إلى حسن انتقاء الأسئلة فيها، ومهارة الطرفين في تبادل الحديث، وصدقهما في التعاطي مع الموضوعات المطروحة. الأهم في ذلك أن يكون الطرفان على طبيعتهما، ويبتعدا قدر الإمكان عن التصنع وتزيين الذات بغير ما هي عليه.

وفي التعارف لابد أن يكون الطرفان على قناعة تامة بأهميته المجرّدة مبتعدين فيه عن جميع الإضافات العاطفية التي تشتت وتزيغ بالنظر بعيدًا عن رؤية الاختلافات والنواقص ،التي لا يخلو منها أي إنسان ،فتجعل من الطرف الآخر ملاكٌ خالٍ من العيوب!! لذلك إن حصل وشَرِِبَ الطرفان من نبيذ العاطفة في بداية الأمر، فعليهما أن يطيلا فترة التعارف حتى ينتهي مفعول الشراب، فيعود النظر إلى طبيعته والعقل إلى حكمته.

أمر آخر مهم يجب أن يكون حاضرًا في خلد كلا الطرفين، أن هذا التواصل ليس إجبارًا أن ينتهي بالزواج، بل لكلّ واحد منهما حق الاعتذار في أي وقت يصل فيه إلى قناعة بأنه لا يرى أمامه الشريك المناسب للزواج!

 

ثم ماذا ؟

إن كان ووفق الله وعزما على الزواج، فالدعاء بتوفيق الله لابد وأن يكون ملازمًا لهما في جميع الأحوال، كما أنه من عظيم الأهمية أن يعلم كل منهما أن الزواج مسؤوليةَ مبادرة ٍ بالعطاءٍ في المقام الأول، كلّ طرف بما في يده، وأن يبذل كلاهما جهده في سلوك سبل التفاهم والنقاش المنطقي المؤدي إلى الاتفاق فيما بينهما.

 

ما قبل الختام، أشارككم بعض وسائل المعرفة المقروءة والمسموعة والمشاهدة التي استفدت منها خلال الفترة الماضية:

 

 

# المقالات المنشورة سابقًا في المدونة

# المواد المقروءة:

  • المخ ذكر أم أنثى لـ د/ عمرو شريف.
  • في الحب والحياة لـ د/ مصطفى محمود.
  • رجال من المريخ ونساء من الزهرة لـ د/ جون غراي.
  • حديث الصباح لـ أدهم شرقاوي.
  • صور وخواطر لـ الشيخ علي الطنطاوي.
  • من حديث النفس لـ الشيخ علي الطنطاوي.
  • ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء لـ رضا الجنيدي.
  • النبي لـ جبران خليل.
  • تأملات في الإنسان لـ رجاء النقاش.

 

# المواد المسموعة / المشاهدة:

ختاماً،،

ما أجملها وما أعظمها من عطيّة، حين تجمعك أقدار الله الكريمة بشريك حياة تتبادل معه الحب والتفاهم والقبول المتناغم …  يا رب ❤️🙏🏻

 

IMG_0585

10 أفكار على ”كيف تجد شريك حياتك المناسب؟

  1. جميل ما كتبته يا دكتور وممتع جداً ،،
    وأود أن أضيف شيئاً وهو كتاب لـ صديقي والمدون يزيد التميمي كتابه بعنوان ’’ عقل وقلب ‘‘
    في الحقيقة هو كتاب رائع وينفع للمقبلين على الزواج ،، كتبته عنه تدوينه بعنوان ’’ قرائتي لـ عقل وقلب ‘‘

    دمت بخير ،،،،

    Liked by 1 person

  2. لافضَ فوك حمزة وبوركَ قلمك وبوركَ حُبّك، وبورك شعورك ونوّلك الكريم الرحيم مرادك، تحدثت فأسهبت فأجدت وأغلقتَ منافذ النقص كما أرى فلكَ الشكرُ ولكَ الدعاء بالتيسير والتسخير والرضى والإدامة، بشرنا الله بك وبأنفسنا وبأحبابنا ما نُحب وجعلنا قُرَّة عين وجعل لنا من ذلك النصيب.. شكراً لك جداً على ما بذلت وما قدمت.. أصبت الحقيقةَ والمجاز فشكراً لك، وأن وصلَ حديثكَ القلب فتعض منه وسمِعَ منه وأطاع.. فشكراً لك وحمداً لله أن قرأتُ حرفاً كُتبَ من روحٍ مُتقنه، حازمةٍ، عارفةٍ مُلمة بقدر المستطاع، فشكراً لك واللهِ جداً، والمعذرةُ أشدَّ العذر على الإطالة.. بوركَ فيك ثم بوركَ فيك ثم بورك فيكَ وفي قلمك وعلمك وحياتك وروحك وأيامك يارب العالمين.. دمتَ بخير ومعذرةً أشدِّ العذر جداً.. 🙏🏼🌿

    Liked by 1 person

  3. لافضَ فوك حمزة وبوركَ قلمك وبوركَ حُبّك، وبورك شعورك ونوّلك الكريم الرحيم مرادك، تحدثت فأسهبت فأجدت وأغلقتَ منافذ النقص كما أرى فلكَ الشكرُ ولكَ الدعاء بالتيسير والتسخير والرضى والإدامة، بشرنا الله بك وبأنفسنا وبأحبابنا ما نُحب وجعلنا قُرَّة عين وجعل لنا من ذلك النصيب.. شكراً لك جداً على ما بذلت وما قدمت.. أصبت الحقيقةَ والمجاز فشكراً لك، وأن وصلَ حديثكَ القلب فتعض منه وسمِعَ منه وأطاع.. فشكراً لك وحمداً لله أن قرأتُ حرفاً كُتبَ من روحٍ مُتقنه، حازمةٍ، عارفةٍ مُلمة بقدر المستطاع، فشكراً لك واللهِ جداً، والمعذرةُ أشدَّ العذر على الإطالة.. بوركَ فيك ثم بوركَ فيك ثم بورك فيكَ وفي قلمك وعلمك وحياتك وروحك وأيامك يارب العالمين.. دمتَ بخير ومعذرةً أشدِّ العذر جداً.. 🙏🏼🌿

    Liked by 1 person

  4. التعليق على هذا كُتبَ مرتان مرةً بأسم المعرف ومرةً أُخرى لم أكن متصلةً به لذا معذرةً منك لهذا الضجيج وهذا الخطأ.

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s