{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} آية ١٨٦ ، سورة البقرة.
هلّت علينا بشائر رمضان ، إننا في موسم من مواسم الخيرات وإجابة الدعوات ، ومما ورد عن الرسول صلى الله عليه آله وسلم أنه قال: (( ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ)).
فإن تزايدت عليك الحاجات وأثقلتك الهموم ، فزد مناجاةً لربك مستغيثا ،، وألحّ في الانطراح بين يديه .. وتذكر قول النَّبِي -صلى الله عليه وآله وسلم- حينَ قَالَ : ((ما مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِى الآخِرَةِ وَإِمَّا أَنُْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا )). قَالُوا: إِذاً نُكْثِرُ. قَالَ: (( اللَّهُ أَكْثَرُ )).
فتعاهد قلبك بالخضوع ونقّ سريرتك وثق بربك ، وأبشر بالخير العظيم والعطاء الجزيل فهو الكريم الذي لا يرد من تضرّع إليه مُلِحّا في طلب حاجته..
وفي دعائك لا تنسَ والديك وأحبابك ، ليشملك الفضل الذي ورد في حديث الحبيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حين قال: (( إِذَا دَعَا الرَّجُلُ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ، قَالَتِ : الْمَلَائِكَةُ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلِهِ)) .. يا له من فضلٍ عظيمٍ أن يسأل الملائكة الكرام ربهم في أن يستجيب دعاءك لغيرك ثم يدعون لك بالمثل..
ختامًا ،، أقتبس من جميل ما ذكره الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيره لـ {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ..
إن هذه الآية جاءت بعد آية { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ } كي تبين لنا أن الصفائية في الصيام تجعل الصائم أهلاً للدعاء، وقد لا يكون حظك من هذا الدعاء الإجابة، وإنما يكون حظك فيه العبادة.