البداية:

بعد قبولي بكلية الطب وفي أول سنة جامعية بدأت رحلتي بخوض أول ما كنت أخشاه من عقبات!

اللغة الإنجليزية تلك العقبة التي بسببها اضطربت نفسي وتأزم نومي وفقدت وزني ..

المتن:

اللغة الإنجليزية تلك العقبة التي قيل لي بأنها سهلة وبسيطة حتى ركنت إلى ذلك وظننت أنها لن تأخذ مني سوى عدة أشهر حتى أتقنها وأتجاوز مخاوفها ، إلا أن الواقع أبى ذلك!

كانت الأيام الأولى تمر سريعًا من حولي وأنا أقاتل بشدة وحماسة في سبيل الحلم طمعًا أن لا أتأخر عن الركب والزملاء ..

الأيام لم تشفق علي فكانت تتعاقب سريعًا كما عهدتها والركب أمامي يتباعد عن الأنظار وأنا أحث الخطى واشحذ الهمة بالإقدام والعدو أكثر..

وجدت في الطريق من كان لي عوناً وسندًا ،، وكان عون الله لي أبقى وأتم ..

وفي نهاية السنة الأولى استطعت أن أسمع وأفهم شيئاً مما يقولون وبدأت أتحدث وأقرأ وأكتب.. حتى ظننت أنني تجاوزت العقبة أو قاربت على ذلك!

ولكن حينما ذهبت إلى أحد من يسمونه معلم لأريه شيئا مما كتبتُ ، نظر إلي نظرة المتعجب التي طالما وددت الموت دون أن أراها وبكل برودٍ قال: ^it doesn’t make sense^ يقصد بها ( ليس لما قد كتبت معنى ) !!

حينها صرخت في صدري” ماذا ! ” ..

وكأن صدى تلك الصرخة حرك كل خلية في جسدي لتصرخ أيضًا وتتساءل ، أين سهر الليالي المرهق ، أين جهدي وبذلي وتعبي أين كل ذلك ؟!

علمت أنه يقصد ما قال ، وأنها الحقيقة التي كادت أن تكون النهاية ..

بسبب تلك الحادثة سقطت في دوامة من الإحباط واليأس لعدة أسابيع ما ظننت أني ناجٍ منها ..

ولكن بفضل من الله وعون عدتُ إلى نفسي فجعلت من الحادثة تحدّ أكبر أعيش في مجابهته دون استسلام فرممتُ نفسي فكانت أكثر صلابة وأكثر تحمل وعزمتُ حينها على مواصلة القتال وأيقنت أن صديقي ورفيقي لم ولن يخذلني أبدًا ، أنه ربي جل جلاله ..

ومرت السنوات وأنا في نزال مستمر إن هُزِمتُ مرّةً غَلبتُ عشرًا ،، في تلك السنوات حققت بفضل الله الكثير وفيها تعلمت معنى الصبر والإقدام ..

وفي الختام:

“لا تَحْسَب المَجْدَ تَمْرًا أَنْتَ آكِلُهُ *** لَنْ تَبْلُغَ المَجْدَ حَتَّى تَلْعَقَ الصَّبِرا”