البداية..
ألم تتسائل يومًا ما ، لِمَ يباغتنا الحنين إلى الطفولة مع كلّ تجربةٍ قاسية نمر بها ؟!
المتن ..
حتمًا إن فترة الطفولة لا تخلو من تجارب القسوة والألم ، ولكننا ما إن نقترب من تلك التجارب إلا ونسابق الريح ركضًا نحو أحضان أمهاتنا ، وسرعان ما تستقر نفوسنا وتطمئن قلوبنا ..
وبالقدر الذي نكبر فيه ونظن أننا أصبحنا أكثر قوة واستقلالية تعترينا تلك اللحظات التي نعرف فيها حقيقة ضعفنا وحاجتنا الملحة لأرواحٍ من حولنا نحتضنها ونشعر معها بالأمان ..
إن الأم والأب أعظم من نلقى بقربهم الأمان والاطمئنان ، ولكننا حين نكبر نستشعر بعضًا مما يشعرون به في سبيلنا ، فيداهمنا شعور آخر يجبرنا أن نراعيهم ونتجنّب أذيّة مشاعرهم ، فنكتم آلامنا عنهم ونخفي كل ما قد يؤذي قلوبهم ،، وما ذلك بفضل نقدمه بل عرفانًا لهم وبِرًّا بهم ..
لذلك نحتاج في هذه الحياة إلى أرواحٍ أخرى نتشارك معها كَبَدَ العيشِ وَهَنَاءَه دون حرج ، ولا أجد في وصف ذلك إلا قول الكريم سبحانه في محكم تنزيله : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } ، لقد سُمّي شريك الحياة بالسكن إذ معه تسكن الروح ويطمئن القلب ..
إنني أتأمل حال نبيّنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم حين أتاه جبريل عليه السلام في الغار منذرًا إياه ببدء الوحي ، ثم انطلق من بعدها ﷺ يبحث عن ما يهدئ روعه ، فلم يقصد سِوى سَكَنَه وَزَوْجَه خديجة رضي الله عنها ، وحين وصل إليها ارتمى بين أحضانها ونادى بأن “زملوني زملوني دثروني دثروني”..
فيا تُرى لِمَ لَمْ يذهب حينها إلى أعمامه صناديد قريش وفي مقدمتهم عمّه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه !
حقًّا إن وحشة الروح والقلب لا تنقشع إلا بقلبٍ وروحٍ أخرى تُحِبّها وتأمن قربها ،، ولو اجتمعت من حولك أجساد البشر على هذه البسيطة فلن تقوم مقام تلك الروح ..
خِتامًا ..
اللهم أقدارًا من عندك تقودنا بها إلى تلك الروح التي نسكن إليها ونطمئن بقربها ..❤️❤️
لا عدمنا من كانوا ولازالوا لأرواحنا سكناً وامنا.. سلِم قلمك حمزة وطِبت من كلِ وجع🙏🏼
إعجابLiked by 1 person
اللهم آمين ،، سلمتِ بشرى 🙏🏻✨
إعجابLiked by 1 person
[…] {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} […]
إعجابإعجاب