سنة الامتياز: المجد للتجارب الأولى

في البداية..  المجد للتجارب الأولى ..

 في هذا اليوم كانت لي تجربة أولى من نوعها وكانت ختام ثاني أسبوع في سنة الامتياز ..

بدأت الحكاية بعد قرابة الساعة الحادية عشر والنصف حين ذهبت لأكمل بقية اليوم في قسم التوليد بعد أن انتهينا من الدوران الصباحي ، وفي تلك الأثناء كنت مع الاستشاري المساعد وهو يفحص إحدى المريضات وإذا به فجأةً يأمرني ومن بجانبي أن ندفع السرير لغرفة العمليات، فحالتها تستدعي تدخل جراحي عاجل لا يحتمل التأخير!

لم أحرك ساكن لثوان معدودة لأنني في الحقيقة لم أكن مستوعبًا لما يحصل ،، وعلى كل حال انتبهت للأمر أخيرًا وبدأت قصة أول عمل بطولي أقوم به في سبيل إنقاذ مريضة وجنينها ..

بدأنا بتحريك السرير لغرفة العمليات القريبة ولكنها كانت غير متاحة ، مما اضطرنا لتغيير الوجهة والركض بأقصى سرعة في أسياب المستشفى الطويلة لنصل لغرف العمليات الرئيسية ،، كنا نركض تمامًا كما في المسلسلات والأفلام 🏃🏻‍♂️ ..

في ذلك الحدث لم تتجاوز مساهمتي مع الفريق الطبي أن دفعت السرير الذي يحمل المريضة وجنينها بأقصى سرعة وساعدت في إيصالهما إلى غرفة العمليات ،، إلا أني حين رأيت حالة الأم والطفل قد استقرت بعد العملية ، شعرت بما لا يمكن وصفه من مشاعر الرضا والسعادة ،، فما بالكم بمشاعر من اكتشف الحالة قبل تدهورها وبمن أجرى العملية؟! حتمًا ستكون مشاعرهم أضعاف ما شعرت به ..

حقيقة يصعب جدًا نقل الموقف وتصويره في كلمات ، كما يستحيل وصف مشاعره  ..

وما الفضل إلا لله العزيز الكريم .. فالحمد لله أولًا وآخرًا .. 

وختامًا ،، اخترت أن أسميه عملًا بطولي لأحفظ للمرة الأولى حقها ..

5 أفكار على ”سنة الامتياز: المجد للتجارب الأولى

  1. بيجي يوم أنزل قصة ولادتي قيصرية مرتين اكشن محترم في المرتين😂😂😂😂😂
    المرة الاولى من سوء حظ الطالبات الصبح مكبرا استفتحو على حالتي وكنت في حالة ولادة جنونية حرفياً😂 اللي كانوا ماسكين الدفتر والقلم بطلو يكتبوا وعيونهم طايرة في حالتي لدرجة الدكتورة قفلت الستاير وابعدتهم عني قالت هذي خلوها الله يكون بعونها 😂😂😂

    إعجاب

  2. تخيلت الموقف بكل تفاصيله. مشاهد الموت قبل الحياة، مريضين تخاف أن تودع أحدهما حتى ترحب بالآخر. و كيف تغير هذه المشاهد من نفسية طبيب الامتياز الذي رفع رأسه من بين كتبه ليجد نفسه فجأة و بدون تحضير في عمل بطولي! نقطة تحولية في نظرتك لنفسك كطبيب و إنسان و للطب و الجراحين بشكل عام. كيف تحصل المئات من هذه القصص كل يوم و لا أحد يصفق للكادر الطبي من المجتمع. عاصفة مشاعر كثيرة و أفكار يحركها موقف كهذا بكل براعة. تخرج منها “شخص آخر” قد نضج عشرات السنين و هو يركض لدقائق فقط في ممر المستشفى ذاك. لأنها الدقائق الأولى و المرة الأولى! هنيئاً لك بهذه التجربة و نحمد الله على سلامة مريضيك.

    Liked by 1 person

    • الله يسعدك دكتورة ، شكري وامتناني لقراءتك ومرورك ..
      بالمناسبة قبل أن أبدأ مرحلة الإمتياز كنت قد مررت على جميع ما كتبتِ في مدونتك تحت تصنيف الامتياز وكان مما قرأته كلماتك التالية : “للمرات الأولى سحر يجعلها تحتل مكاناً في الذاكرة، و قوة تغير بها دفة تفكيرك ، و ريح تنعش روحك و تبعثر مخاوفك.”💝

      حفظك الله وأدام قلمك المعطاء..✨

      Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s