البكاء عند الأطفال حديثي الولادة أمر لا بد منه ، ولكنه في ذات الوقت يحتاج إلى مزيد صبر وحسن أداء. هنا نستعرض بعض التنبيهات المساعدة التي ستخبرك أكثر عن مجموعة من الاحتياجات التي يعبر عنها طفلك بالبكاء ، كما ستجدين بعض النصائح التي ستساعدك كثيرًا في تهدئة طفلك والحد من بكائه كما ستزيدك مهارة في التعامل مع طفلك والحد من سيل دموعه.
تحلمين أن ينام طفلك طوال الليل بهدوءٍ واطمئنان وأن يناغي ويضحك حينما ينظر إليك وأنت في طريقك لتجهيز طعامه بينما الجوع يعصر معدته!
إلا أن الواقع ليس كما نحلم دائمًا ، فالطفل متقلب الحال والمزاج ، فقد يشعر بالجوع أو القلق في أي ساعة؛ فيبكي ويصرخ معلناً عن جوعه أو قلقه ، وقد يسهر بالليل حتى وقت متأخر وقد يستمر في البكاء لفترةٍ ليست بالقصيرة سواء كنت بعيدة عنه أو بالقرب منه !
فالبكاء من عادة الطفل وقد يستمر في بكاءه في بعض الأيام لساعتين أو حتى أكثر.
فهل تتسائلين أحيانًا لم ذاك البكاء يا ترى ؟!
في البداية أود أن أأكد لك بأن طفلك يجسّد ببكاءه أمرًا يعاني منه أو يقلقه ، فيلزمك حينها أن تجتهدي في استقصاء سبب بكاء طفلك حتى تتعاملي معه بالأسلوب الأمثل والمناسب.
فما الذي قد يتسبب في بكاء طفلك ؟!
الجوع وطلب الغذاء من أشهر المسببات، فالأطفال في الغالب يحتاجون إلى تناول الحليب في ساعات متقاربة، والبعض منهم يزداد توترًا وبكاءً مع ازدياد حدة شعوره بالجوع. كما أن الطفل قد يعاني بعد الرضاعة من اضطراباتٍ أو آلامٍ في جهازه الهضمي نتيجة تجمع الهواء في معدته مما قد يتسبب في الغثيان.
ولتجنب ذلك احرصي على تغذية طفلك بالغذاء الأفضل والمناسب له بشكل منتظم مع إعطاءه الوقت الكافي للتخلص من الغازات المتراكمة في معدته ومساعدته أحيانا ليتجشأ خلال وقت الرضاعة وبعدها. وإذا كنت تغذين طفلك بالرضاعة الطبيعية فإن طعم حليب الثدي قد يتأثر ويتغير حسب ما تأكلين وتشربين. فإذا طرأ تغير فيما تأكلين وتشربين عادة ولم يتقبل طفلك حليب الثدي وبدأ بالبكاء بعد ذلك ، تجنبي ذلك التغيير الطارئ في غذاءك وراقبي استجابة طفلك .
من الطبيعي أن الأطفال الرضع في أشهرهم الأولى يحتاجون لفتراتٍ طويلةٍ من النوم تصل إلى ١٦ ساعة أو أكثر أحيانا. وحين لا يأخذوا القسط الكافي لهم من النوم يشعرون بالتعب حينها ، فتزداد حدة توترهم وبكاءهم نتيجةً لذلك. والبعض منهم يتحسس كثيرًا ويتضايق من تجمع البول أو الفضلات في حفاظه لذلك تأكدي دائمًا إن كان طفلك يبكي بسبب ذلك.
أما بعض الأطفال فقد يبكي أو يصرخ بحثا عن الحركة أو التنقل ففي هذه الحال افسحي له المجال للتمدد أو التنقل بشكل آمن بأن تقدمي له المساعدة كأن تضعيه في عربة المشي أو المقاعد المتحركة الخاصة بالأطفال. والبعض من الأطفال على العكس من ذلك فيشعر بمزيدٍ من الأمان والراحة حينما يكون مقيدًا داخل اللحاف أو في اللفافة الخاصة بالأطفال!
راقبي درجة حرارة الجو في المكان الذي فيه طفلك فقد يبكي نتيجة شعورة بالبرودة أو الحرارة الزائدة ، لذلك تأكدي أن تتناسب ملابس طفلك مع حرارة الجو من حوله. كما أن طفلك قد يبكي بحثا عما يسليه ويبعد عنه شعور الوحدة ، فقربك منه وملاعبتك إياه بالإضافة إلى بعض الألعاب المسلية من حوله ستساعدك في ذلك الأمر. وفي حالة أن يصاب طفلك بالهلع فيبكي نتيجة صوت عالي أو حركة مفاجئة ، قومي بتهدئته وقتها بمساعدة الأصوات الطبيعية الهادئة كصوت المطر أو صوت أمواج البحر مع تحريكه بإسلوب هادئ مع مساج خفيف يساعده على الاسترخاء.
وتنبّهي! فهناك بعض الأوقات المعيّنة التي يعتاد فيها طفلك على البكاء نتيجة حاجته لأمر محدد . فذلك سيساعدك مع الوقت في معرفة سبب بكاء طفلك. كما أن درجة صوت بكاء طفلك وطريقته تختلف من سبب لآخر، فسوف تلاحظين ذلك مع الوقت فتنبهي لذلك ليساعدك في معرفة سبب بكاء طفلك بشكل أسرع !
كما أنه في بعض الأوقات قد يمارس طفلك خصوصًا في الأشهر الأولى من العمر بكاءً غير واضح الأسباب مما يجعل من تهدئته أمرا في غاية الصعوبة أحيانا ، حيث أنه يستمر في البكاء بالرغم من أنها لا تظهر عليه أي أعراضٍ للمرض أو القلق بالإضافة إلى تغذيته المنتظمة ومحاولات تهدئته المستمرة. ففي هذه الحالة لا تقلقي فالبكاء لا يؤذي. دعيه يكمل موجة بكاءه حتى ينتهي منها بنفسه ، وإذا شعرت بالقلق يمكنك استشارة الطبيب .
وتذكري دائما أن تعتني بنفسك كما تعتنين بطفلك ، فمن الضروري أن تكون هناك فتراتٍ قصيرة تستريحين فيها بعد إرهاق الرعاية ، فتستعيدين معها نشاطك وتركيزك ، واحرصي كذلك على التغذية الجيدة والتمارين الرياضية المنتظمة والنوم الصحي الكافي.
وفي الختام ،، إذا كنت قلقة بسبب بكاء طفلك المستمر أو عدم تناوله للحليب أو نقص فترات نومه المعتاد أو أي سلوك آخر غير طبيعي ، يمكنك التواصل مع الطبيب حتى يساعدك ويقدم لك النصيحة حول ذلك .
ترجمة وصياغة/ حمزة بن حسن الفقير
المصدر /