“فإني أحب أن أسمع صوته”

قد يأتي على المرء أيام تتزايد عليه الكروب فيها والهموم ، فيزداد مناجاة لربه مستغيثا في شكواه ، فلا يرى من الكروب أو الهموم زوال ! 

فيخاطب نفسه قائلا: ألم أدعُ ربي وأتضرع إليه ؟! ألم يقل ربي {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ؟! لِمَ أدعو الله فلا أرى من الحال جديد ؟! 

هنا أذكرك أخي الغالي وأذكر نفسي بما روي عن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ : (ما مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِى الآخِرَةِ وَإِمَّا أَنُْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا ). قَالُوا: إِذاً نُكْثِرُ. قَالَ: ( اللَّهُ أَكْثَرُ ).. 

إذا مما سبق يتضح لنا أن استجابة الدعوة لا يعني بالضرورة أن تُعجّل ، فالله أوفى الحاكمين .

هناك أمر آخر ، فكما ورد في الأثر: ” أن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه، قال:” يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدي، فإني أحب أن أسمع صوته ” ..

تأمل أخي الغالي ، أهناك فضل أعظم من ذلك؟! 

 إنه جبار السماوات والأرض يحبك ، يحب عبده ويحب أن يسمع نجواه وشكواه . 

قد أبحر الكثير من أولي العلم في الحديث عن الدعاء وآدابه ، إلا أنه في بضع كلمات أذكرك أن تتعاهد قلبك وتنقّ سريرتك وتثق بربك فهو لا يرد من تضرع إليه مُلِحّا في شكواه .. وتذكر دائما كم من دعوة ردها ذنب أو ضعف يقين ! 

قبل الختام أذكرك يامن تدعو ربك أن لا تنسَ والديك وأحبابك والمسلمين من الدعاء وليس لك في ذلك فضل ، فالله متفضل عليك بدعاءك لهم ! أتعلم كيف ذلك؟! 

ألم يقل الحبيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِذَا دَعَا الرَّجُلُ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ، قَالَتِ : الْمَلَائِكَةُ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلِهِ “..؟!

نعم إنهم الكرام البررة يسألون ربهم الاستجابة لدعاءك ولم يكتفوا بذلك فحسب ، بل ويدعون لك بالمثل .

ذلك الفضل من الله يخص به من يدعو لأخيه ولمن يحب بظهر الغيب .

والصلاة والسلام على المصطفى وآله دوما وأبدا ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s