إذا خاطبَك رَثّ الثياب فاحمد الله أن زادك باللباس جَمالاً، وإذا مررتَ بمبعثر الخِلقَةِ فاشكر الله أن زادك في الخِلقَةِ حُسنًا .. وإياك أن تغترّ فتنتقص أحداً لنعمٍ لم تكن لك إلا بفضلٍ ومنةٍ من الله عليك، ولا تدري أهي هبة لك وكرامة، أم أنها إمهال لك وامتحان!
فامتحان النعم أشدّ خطرًا على النفس؛ لأنّه خَفيّ قد ينزلق معه المرء إلى الغرور دون انتباه، فيرضى عن نفسه ظنّا منه أنه في أحسن الحال، إلا أن حقيقتَه وحاله كما قال سبحانه: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
وقد جاء عن عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه قال: “إذا رأيت ربّك يوالي عليك البلاء فاشكره، وإذا رأيته يتابع عليك النعم فاحذره”!
فتفقّد نفسك وراقب قولك وفعلك، وتذكر ما قاله الحسن البصري -رحمه الله- واصفًا الدنيا: “ما أقول في دارٍ حلالها حساب، وحرامها عقاب”!