هي حياة ستنتهي يوما ما ، وفي لحظة غير معلومة سننقطع عن العالم الذي نعيشه الآن ونبدأ رحلة أخرى مختلفةً تمامًا ..
قبل ذلك هناك الكثير من الأمتعة والأثقال التي ستنتقل معنا في رحلتنا الأخرى ، البعض منها شديد الأهمية لا يفوّت ، والبعض الآخر ثقيل الحمل ينوء بصاحبه ..
عند المغادرة سيكون هناك أمتعة وأثقال تخصّنا ، وقد يزداد الحمل علينا بأثقالٍ لأناسٍ غيرنا .. فهل يسعنا حَملُ أثقالٍ إلى أثقالنا أو متاعٍ نسوقه لغيرنا ؟!
أظن أنك فهمت الذي أقصده بالمتاع والأثقال!
هنا لن أتحدث عن الأثقال التي بين العبد وخالقه ، بل تلك التي بين العبد وصاحبه !!
فيا أمي ،، ويا أبي ،، ويا إخوتي ،، ويا من قرُبْتَ ويا من بَعُدْتَ .. حديثي إليكم جميعًا قبل أن يحين الفراق ويلتف الساق بالساق ، قبل أن يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، أريد حقيقةً أن نتصافا ونتطارحُ الأثقال! علّ الله أن يشملنا بواسعِ رحمةٍ منه وفضلا ..
أتحدث إليكم فردًا فردًا، فأقول: رُبَّ مظلمةٍ اقترفتها في حقك جَهِلْتُها أو نسيتُها أو جار الزمان عليها وآسفتُ إظهارها بعدما اندثرت تحت ركام الأيام ..
تأكد بأن لك الحق في أن تذكّرني أو تعرّفني بالمظلمة الأولى والثانية وحتى الآخرة فتطالبني بها قبل الرحيل ..
وأما رجائي منك فهو أن تسامحني في الأولى والباقية ، وفي كل مظلمة تعلمَها أو تجهلَها ، وفي كل مظلمة أظهرتُها أو أخفيتُها ..
فهي حياة فانية ويومًا ما سنفتقد جميع موازينها ونرجو حينها الصفح من الكريم الجواد .. فهلّا جزيتني صفحًا علّ الله أن يجزيك بمثله ؟!
وأما إن كنتَ تسأل عن حالي فأقول : اللهم ما من مظلمة لي عند عبد من عبادك علمتُها أو جهلتُها ، ذكرتُها أو نسيتُها ، أظهَرَها أو أسرّهَا ، اللهم أني قد عفوتُ عنه وأبحتُه رجاء عفوك وصفحك ومرضاتك يا رحمن يا رحيم ..
أخي الغالي علّك تقرأ ما سبق فتنوي بذلك عن نفسك ..
يا جواد يا بَرّ يا رحيم اغفر لي ولوالدّي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات مغفرة من عندك وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ..❤️