أرسل الله خير البشر محمد ﷺ بأشرف الرسالات وأحكمها ، وأبقى من بعده كتابًا كريمًا جعله لنا نورا ونبراسا نهتدي به في كل حين ، ومما قال فيه سبحانه {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ}، فيا للعجب!! كيف اختلفنا من أمة واحدة متحدة ذات عزة وقوة وعتاد إلى فِرَقٍ وجماعات وطوائف متناحرة متقاتلة يكفر بعضها الآخر وتستباح بينها الدماء والأعراض والأموال !

يا أسفى ! أَدين الإسلام دين السلام والأمن والإيمان يشوّه إلى دينِ غدر وتخويف وتشريد ؟!!

هي ثلة حمقاء وثلة أخرى شوهاء لم تدرسِ الإسلام وتعاليمه ، ولم تفهم الدين وروحه ، فغدت تثرثر في الحديث عنه وعن تشريعاته بنظرتها العمياء والخَلْفاء!

إليك يا من تنادي بالطائفية وتزعم بالفرقة الناجية هلّا تأملت أسس الإسلام الصحيحة السمحة وتعلمت من شرائعها النقية لتنأى بنفسك عن مراتع الجهل والسّفه.

أيّ دين ذلك الدين الذي يُحل لك الدماء والأعراض والأموال المعصومة! أما بقي بعضٌ من عقلٍ تُعقّل به نفسك ، أو قليل قلبٍ يذكّرك بشريتك وضعفك ؟!

هلّا راجعت نفسك لتعلم أنك لم ولن تكون أهلا لتتألّى مقام الحاكم الديّان فتقول بهلاك فلانٍ ونجاة فلان !

لا تقل أنك شافعيًا أو مالكيًّا أو حنفيًّا أو حنبليًّا أو زيديًّا أو جعفريًّا أو إسماعيليًّا أو سلفيًا أو إخوانيًّا أو رافضيًّا أو علويًّا بل قل ” أنا مسلم “!

فما ربح الإسلام والمسلمون من ذلك سِوى التفرقة والضعف وتكالب الأعداء.

وإن أبت نفسك إلا الطائفية فاخفض قبل ذلك جناحك لأمة محمد ﷺ  ، وكن رحيمًا عدْلًا منصفًا شهمًا كريمًا جوادًا سخيًّا ودودًا محبًا لأخيك ما تحب لنفسك، كن متدبّرًا مدركًا عليمًا حكيمًا عارفًا بشريعة الله ومنهاجه، كن صادقًا مخلصًا وفيًّا ناصحًا حليمًا مرشدًا لإخوتك ومَن حولك، كن داعيًا صابرًا محتسبًا مجتهدًا محسنًا في الدعوة إلى سبيل ربك بالموعظة الحسنة ومجادلاً بالتي هي أحسن.

تلك هي سبل الخير فاتبعها وكن من بعدها حامدًا شاكرًا مستشعرًا نعمة المخلوقاتِ من حولك صغيرها وكبيرها متمنيًا الخير لها ومتأملًا ما قالته النملة حين قالت {لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}…!

فاستشعروا هداكم الله أهمية ذلك الإنسان الذي كرّمه الله على سائر خلقه …