“العزلة ، زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله ، حيث لا مفر من المواجهة ” ذلك ما قاله سعود السنعوسي !
أما غالبية البشر حين تتكلم عن العزلة تطير بأذهانهم معانٍ متعددة لتلك العزلة ، فالبعض يراها كابوسًا مخيفًا والبعض الآخر يراها مهربًا آمنًا يبتعد فيه عن وعثاء السفر وكآبة المنظر!
إلا أن هناك فئة قليلة ترى في العزلة جنّة النعيم ودار المقام التي لا يود مفارقتها لأي سبب كان !!
حين تأتي العزلة فتداهم أحدهم فيحتار فيها ويفكّر ما العمل وكيف النجاة منها ؟!
قلّ من البشر وفي زمننا هذا تحديدا من يتفكر فيها ليعلم أن فيها طريق النجاة وسبيل الخلاص !
سأتطرق في حديثي لنوع محدد من العزلة وسألفظ الأنواع الأخرى التي لا تنمّ عن الروح الحيّة والمتشوقة للأفضل !
العزلة النافعة هي تلك الحال التي تفرضها على نفسك وأنت بكامل رضاك ، لتبقى مع ذاتك فتعتزل جميع البشر من حولك وجميع الملهيات والأجهزة الذكية التي سرقتك من ذاتك وسرقت ذاتك منك فعدت لا تطيق انفرادًا إلا بها.
العزلة النافعة أن تعتزل بنفسك فتخاطبها وجهًا لوجه بالعبارة الصريحة التي لا مجاملة فيها ولا تزييف ، فتكشف لها وتكشف لك كل ما مضى من حسنٍ وقبيح ، من إنجاز وتفريط . فتحاسبها وتحاسبك ليس من أجل أحدكما فحسب بل من أجلكما معا!
بدأت أميل للعزلة أكثر مما كنت عليه من قبل ، لا أعلم يقينا ما السّبب؟! إلا أن هناك مجموعة من المشاهدات التي جعلت مني شخصًا يهوى الجلوس مع ذاته أو كتابه !
كثير من المجالس وخاصة الشبابية منها تضج بما أراه ” لا يسمن ولا يغني من جوع ” باختصار مضيعة وقت ، فحديثهم إما في الملاعب أو في البشر أو غيرها مما لا طائل من ورائه سوى الشعور بالذنب وقتل الوقت!
اعتزلت الكثير من الناس لأن لي أهداف أطمح لتحقيقها وتأكدت بما لا مجال للشك فيه أنني الشخص الوحيد المخوّل بالقيام بها عن ذاتي وإن لم أفعل ما يلزَم بي ، فلن تتحقق أهدافي ولن يكون هناك من البشر أحد ليحققها بدلًا عنّي !
اعتزلت الكثير من الناس لأنني أعيش وسط كومةٍ من التحديات التي تصارعني وتسعى جاهدةً للفتكِ بي وبأحلامي وبطموحاتي ، وحيث تستعين هي الأخرى ببعض أولئك الناس من حولي فآليت الابتعاد عنهم حتى يخفّ حملي ويزداد عزمي في مواجهة تلك الكومة من التحديات !
وختامًا ، تأكد أيها القارئ الكريم أنني لست منعزلا كل الوقت ولست أدعو للعزلة الدائمة ولكني لا أُقدّم على انفرادٍ أحبّه إلا اجتماعًا أحبّه وأجد فيه سَعةً لصدري أو عقلي !
“العزلة النافعة أن تعتزل بنفسك فتخاطبها وجهًا لوجه بالعبارة الصريحة التي لا مجاملة فيها ولا تزييف ، فتكشف لها وتكشف لك كل ما مضى من حسنٍ وقبيح ، من إنجاز وتفريط . فتحاسبها وتحاسبك ليس من أجل أحدكما فحسب بل من أجلكما معا!”
أحسنت يا حمزة
وأسال الله أن تكون لك بصمات في دروب الخير ..
إعجابLiked by 1 person
شكراً على التدوينة لموضوع يدور بفكري منذ مده يحزن أن دائماً الناس تربط العزلة بالمرض وللاسف احد الاساتذه كنت اتناقش معه حول هذا الموضوع فكانت ترفض وجود عزله من غير مرض او مصبيبه للانسان !!
قرأت مقال قديم عن العزلة النافعة والصحية اللي يحتاجها الانسان اعتقد كل منا بحاجة لنفسه أكثر من غيره في زمن التسارع اللي قاعدين نعيشه ومافيه أجمل من العزلة اللي تختلي بنفسك بعيد عن البشر ترتب حياتك ، طموحاتك ، احلامك وحتى تكتشف من خلالها مواهبك وشغفك اللي فقدت ربما يوماً واغبط من يجرب العزلة من الطبيعة في أحد ارياف الدول الجميلة
فيه فيلم وثائقي يدور حول الموضوع هذا المفهوم يستحق المشاهدة “١٨٠يوماً من العزلة”
اعتذر على الاطالة .
إعجابLiked by 1 person
فعلًا بعض الأفراد لحد الآن فكرهم ضيق للأسف لذلك نضطر أحيانًا نتجاهلهم أو نعطيهم أسباب وهمية تسكتهم وتريحنا منهم 😅 👌🏻
الله يسعدك ولاء شكرًا لمرورك والفلم الوثائقي لي عودة للتعليق عليه بإذن الله بعد ما أشاهده ✅✨
إعجابLiked by 1 person